صفقاتنا الرابحة بهذا الدعاء فأمنو معي ...
اللهم داوِ بهذه الحروف قلوبا أعيتها كثرة الذنوب ، ونفوسا أفسدها طول الركود ، وانتشلنا به من آبار غفلتنا ، ومهاوي شهواتنا ، ومصارع أهوائنا ، وأنقذنا به من أنفسنا التي بين جنوبنا ، وادفع به عدوا يتربص بنا في صباحنا ومساءنا وقوّ به بواعث الايمان الدفين في أعماقنا ، واجعله حجة لنا بين يديك ، تشهد بصدق العبودية لك ، وإخلاص التوجه اليك ، وبذل الاوقات فيك ....
آميــن
أعد العدو عدته
وأخذ أهبته
ووتّر سهمه في كبد قوسه
ثم أطلق فأصاب الهدف
وما هي الا لحظات حتى سرى السم الى الجوارح
فصارت جوارح اللسان تكلم
والقدم سعت
والجسد انتفض
ودارت العجلة:
نظرة .. فإبتسامة .. فسلام..
فكلام .. فموعد .. فلقاء ..
قال تعالى " اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانو يكسبون " يس (64)
لأن الشهوات إستعرت والعورات إنكشفت وتجارة الجسد راجت والحرام أطل برأسه والحياء صار سلعة نادرة
وطريق الحرام بات ممهداً ووضعت العراقيل في طريق الحلال وإرتدى المنكر ثياب المعروف وأطفئت النار بمزيد الحطب
وإختلط الحابل بالنابل وصارت ظلمات بعضها فوق بعض... فنقول بداية
لا تتبع النظرة النظرة
تنقسم صفقاتنا تباعا إلى ثلاثة أجزاء
نبدأها ب = أرباح الصفقة
ونتبعها ب = الشروط الجزائية
ونختمها ب = تسهيلات الصفقة
1.نشوة الانتصار
ليس الشجاع الذي يحمي مطيته يوم النزال ونار الحرب تشتعل
لكن فتى غض طرفا أو ثنى بصرا عن الحرام فذاك الفارس البطل
إستشعار حلاوة الايمان ولذة المجاهدة وعاقبة الصبر وفرحة الانتصار على بواعث الشهوة ورسل الهوى هذه هي سيماء الرجولة الحقة والشجاعة الخارقة : سمو عن دنايا وتطهر من أدناس وتحرر من استرقاق ونهضة للمعالي.(1)
قوي الايمان يملك نفسه ويحزم أمره فيغض من بصره لهذا استحق حب الله والوصف بالخيرية على لسان خير البرية صلى الله عليه وسلم الذي قال : " المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف "(2)
القوي الذي يمسك نفسه عن الحرام .
2.الفراسة الصادقة
تظل الفراسة الصادقة منزلة إيمانية لمن غض بصره ، محجوزة له لا يزاحمه فيها إلا مثيله وهي التي تميز الصادق والكاذب بين المحق والمبطل بين الباكي والمتباكي وهذه أهم ثمار غض البصر وأجلها قال شاة بن شجاع شاة بن شجاع الكرماني : " من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات ، وإعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة " (3)